السلام عليكم ورحمة الله وصلاة وسلام على رسول الله
أنا فتاة وعمري 14 انا اصلي واحفظ القران الكريم ومع اني ملتزمة إلا اني اصبحت اكره نفسي اكره الجلوس مع العائلة او الضيوف فيطلقون علي لقب المتكبرة
يشهد الله اني مو متكبرة انا احب اساعد الناس في الفترةالاخيرة اصبحت دقات قلبي سريعة بحيث لا استطيع التنفس احس كإن روحي تطلع من جسدي حاولت كثيرا الانتحار لكن كان هناك صوت داخلي منعني منذ سنتين تقريبا اصبحت اتكلم مع هذا الصوت لقد كنت انسانا طموحة والان انا انسانا فاشلة بلا هدف
أنا دائما اجلس وحدي في الظلام انا احس اني وحيدا في هذا العالم الموحش اعلم انو لا يجوز قول هذا ولا يجوز تمني الموت لان هذا حرام لكن انا اريد الموت وترك هذه الحياة
اعذرني لانو طريقة كلامي ملخبطة لكن كتبت كل ما احس فية لااريد ان اطول عليك ارجو ان تردوا علي في اسرع وقت جزاكم الله خيرا ومع السلامة
أختي الفاضلة مرام حياكم الله.
بداية أشكركم على تواصلكم مع موقعكم هذا داعيا الله تعالى لنا ولكم ولجميع المسلمين بأن ييسر أمورنا ويحسن أحوالنا ويديم علينا نعمة الصحة والعافية وعلى أوطاننا نعمة الأمن والهدوء والاستقرار.
أختي الكريمة وصلتني رسالتكم واعتذر عن التأخير بردي عليكم،، وكم حمدت الله تعالى وأنا اقرأ عباراتكم الجميلة وأنت في مقتبل العمر من انك "تحافظين على الصلاة، وتحفظين من القرآن الكريم وتداومين على قراءته، وانك ملتزمة حفظك الله من كل سوء ومكروه. .
" وهذه كلها أخيتي خصال ايجابية حميدة تفخر بها كل صاحبة دين وخلق وأنت منهن أن شاء الله، وأتساءل هنا: هل يعقل ان من انعم الله عليها بهذه النعم الحميدة أن تسمح لوساوسها بالسيطرة على عقلها وشخصيتها الإيمانية الأصيلة؟؟ .
ثم ان قولك " الناس يقولون متكبرة" منذ متى ونحن نقدم رأي الناس المتناقض في كثير من الأحيان على قول رب الناس؟؟ ، ، ومنذ متى نقدم رأي الناس على مدى ثقتنا بأنفسنا؟؟ أين ثقتك بنفسك؟؟ لماذا كل هذا الاعتبار لكلمة " يقولون "،، لا حظي أن أقوالهم جعلتك كما تقولين "اكره نفسي، اكره الجلوس مع العائلة،، كنت إنسانة طموحة والان أنا إنسانة فاشلة. .
لاحظي كل هذه الأفكار والمعتقدات الخاطئة والمدمرة لنفسك ولشخصيتك هي نتاج تفكيرك بما يقوله الآخرون عنك!! لقد أثرت أفكارك هذه وحديثك الذاتي الداخلي على حقيقة مشاعرك وأصبحت تعيشين حالة مزاجية سيئة وتعانين من بوادر الاكتئاب " اجلس لوحدي في الظلام وأنا أحس أني وحيدة في هذا العالم الموحش، وأفكر بالانتحار " إضافة إلى الأعراض الجسدية التي بدأت تشعرين بها من ضيق تنفس وصعوبته إلى ازدياد وتسارع في دقات القلب. . لماذا كل ذلك؟ ؟
انتي يا أختي في عمر الورود والرياحين الجميلة اليانعة،، وهل يخفى علينا جميعا ما لهذه الرياحين من منظر يخلب الأباب وروائح زكية تنعش الأنفاس!! انك في عمر حساس وتمرين بتغيرات نفسية وجسدية قد تؤثر على مشاعرك وسلوكياتك ناهيك عن الوضع العام لدى أهلنا في بلدكم الحبيب.
كل هذه الظروف والمتغيرات لها انعكاساتها السلبية على طريقة تفكيرك لكن يا أختي الكريمة لا تصل الأمور الى درجة التفكير بالانتحار لا سمح الله أو الاستماع إلى وساوس داخلية من الشيطان، والاستسلام لها،، تعوذي من الشيطان الرجيم ومن نفثه ونفخه وهمزه،، وتقربي إلى الله بالدعاء وحافظي على قراءة القرآن كما أنت مقبلة على رب السموات والأرض داعية لك وللمسلمين بأحسن حال وأهدأ بال.
وأرجو أن لا تكون لديك الحساسية المفرطة لما يقوله الناس فقد تكلموا على الأنبياء وهم سادة البشر فكيف نحن؟ لذا لا بد من إعادة ترتيب أفكارك جيدا والتركيز على ايجابياتك الرائعة من التزام وصلاة وقراءة للقرآن. .
وأنك من أحسن وأفضل الفتيات الطائعات العابدات بإذن الله وأنك تنشئين على طاعة الله ورسوله،، والمؤمن لا يلقي بالا لكلام عشوائي وتبقى ثقته بالله كبيرة،، حدثي نفسك دائما بأنك تنيرين قلبك بالإيمان،.
وحاولي الاهتمام بالقراءة خاصة سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم،، وثقي تماما أننا نحن من نرسم سعادتنا بأيدينا اعتمادا على ربنا وتوكلنا عليه وليس الآخرون هم يرسمون لنا السعادة،، ورددي دائما أنك الأفضل والقوى والأجمل بدينك وإيمانك وأخلاقك.
ولا تلق بالا لما يتقاوله الآخرون، ولا تستسلمي لحظة لأفكارك الخاطئة أبدا وتخلصي منها بسرعة،، واتخذي من الصديقات الثقات عونا ورأيا وقربا،، وابدئي حياتك بالتفاؤل ستجدين الخير كله بإذن الله.
وفقك الله وحفظك من كل سوء ومكروه.
الكاتب: أ. حازم محمد صالح قواقنه
المصدر: موقع المستشار
